Ma’alem Bledi

"سيدي العربي" الولّي والزاوية

المعلم يمكن الدخول إليه عبر بابين: باب رئيسي كبير في منتصف الواجهة الجوفية، وباب ثانٍ في الجدار الشرقي للنساء. المعلم هو مركب معماري متكامل يشمل قاعة جنائزية، وصحن، ومسجد، وكتّاب، وميضأة، وغرف للطلاب، ومطبخ، وغرفة خزن. يتميز بتنوع الزخارف، حيث أرضية السقيفة والصحن مبلطة بالرخام الأبيض الإيطالي، والجدران مكسوة بمربعات خزفية من القرن التاسع عشر.

الغرفة الجنائزية، أو « بيت الضريح »، لها مدخل مزخرف بإطار خزفي من إنتاج « القلالين »، وجدرانها الداخلية مكسوة بالمربعات الخزفية الإيطالية. القبو الأوسط يحتوي على تابوت الضريح، ويزدان بزخارف جصية « نقش حديدة »، مع نجمة زخرفية في مركز القبة تتفرع إلى مثلثات مزخرفة بنقوش هندسية ونباتية، والقبّة ترتكز على رقبة دائرية مغطاة بنقوش جصية مقوسة.

f951d046-c405-474f-97d5-d30176efc43d

مقام السيدة العجولة

« الشيخة حواء، المدعوة بالعجولة، ابنة السيد الشريف عبد الرحمان القابسي »، حازت مكانة مميزة لدى أهالي رأس الجبل. توفيت في أكتوبر 1799م وعاشت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. حولها حُكيت قصص، أبرزها عودة الأسير ببركاتها.

مقامها في « حومة الدرايب » تحول إلى ملجأ للنساء الساعيات لتقريب الحبيب، وأقيمت فيه « الحضرة » والولائم. كلما تحقق طلب لإحداهن، زارت المقام وأوفت بنذرها.

المقام بنهاية المجال السكني الشمالي، ويشرف على المقبرة والسهل الساحلي. الدخول إليه عبر باب شرقي يفضي إلى سقيفتين وفناء محاط بالغرف، أهمها « بيت الضريح » ذو القبة، إضافة إلى حمام وفضاء للذبائح.

الجامع الكبير

الجامع الكبير برأس الجبل، المعروف بجامع القصر، تأسس في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي (بداية القرن العاشر هجري). أقيمت فيه أول صلاة جمعة في رمضان 904 هجري (12 أبريل 1499م). يقع في حي « حومة القصر » ويمتد على مساحة 800م².

يتكون الجامع من قاعة صلاة مربعة بأعمدة وتيجان حفصية، وأقبية متقاطعة، ومحراب مكسو بخزف حديث، ومنبر حديث للإمام. المئذنة تقع في الركن الشمالي الغربي بارتفاع 25م.

الصحن جوفي ومكشوف، محاط برواق بأربعة جوانب مع أعمدة وتيجان متنوعة. حتى منتصف القرن العشرين، كان الجامع الوحيد للخطبة في رأس الجبل وله دور تعليمي. بعد 525 سنة، يستمر رفع الأذان وإقامة الصلاة فيه.

جامع القرية

أعيد بناؤه في 1948م بناءً على طلب أهالي رأس الجبل لعدم قدرة الجامع الكبير على استيعاب المصلين. كان المسجد يقع بين منطقة لصناعة الفخّار ومقبرة، وكان في حالة خراب حتى الثلاثينات. بعد إزالة المقبرة والأفران بقرار استعماري، أُنشئت ساحة الشهداء الحالية وبُني المسجد الجديد هناك. أصبح ثاني جامع خطبة بالبلد في 1952م، وعُين العدل الشاذلي بن عثمان كأول إمام حتى الثمانينات. شهد المسجد تعديلات غيّرت تصميمه الأصلي، الذي كان نسخة من الجامع الكبير مع منبر حجري ثابت. كانت المئذنة الأصلية مربعة على النمط المالكي، لكن التنفيذ اختار مئذنة سداسية الشكل مستوحاة من مآذن الحنفية في تونس.