يرد في الوثائق « الشيخة المتبرّك بها الولية الصالحة صاحبة الأسرار الواضحة والإشارات اللائحة الشريفة حواء،المدعوّة بالعجولة، ابنت المنعّم المقدّس المبرور السيّد الشريف عبد الرحمان القابسي ».
« العجولة » إذا هي كنية اطلقت على « حواء » هذه المرأة ذات النسب الشريف، بمعنى انتمائها للعائلة النبوية الشريفة، وهو أمر لا يمكننا تأكيده أونفيه، لكن الأكيد أنّ المرأة حازت لدى أهالي رأس الجبل وخاصة النسوة، حظوة ومكانة مميّزة.
لا نعرف الكثير عن تاريخ حياة « السيّدة العجولة » وعن استقرارها ببلد رأس الجبل، ولكن نعلم أنّ لها ابنين توفيّا صغيرين ودفنا في غرفة من مقامها. أمّا عن وفاتها فقد كان بتاريخ أكتوبر 1799م، والمُرجّح أنّ « السيّدة العجولة » قضّت بالبلد فترة النصف الثاني من القرن الثامن عشر ميلادي (القرن 12 وبداية القرن 13هـ)، وحِيكت حول كراماتها عديد القصص، لعلّ أهمّها ما تواصل في الذاكرة الشعبية فهي » جيّابة الأسير »، هذا الأسير الذي انقطع الرجاء من عودته لكنّ توسّل والدته وتبركّها ب »السيّدة العجولة » أرجَع الأسير إلى أهله وخطيبته رغم ثقل السلسلة التي كانت تقيّده.
تحولت الولية ومقامها إلى ملجأ للنساء والعذارى الساعيات لتقريب الحبيب، وأصبح ميعادها قارا فأُقيمت « الحضرة » والولائم » .وكلّما تحقق لإحداهنّ طلب، كان لا بدّ من أن تزور المقام وأن تحمل معها « الوعدة »، أي أن توفي بالنذر الموعود لقاء ما تحقق لها.
يقع مقام » السيّدة العجولة » في « حومة الدرايب »، في نهاية المجال السكني من الجهة الشمالية ، ويشرف المقام على المقبرة وعلى كامل السهل الممتد إلى ساحل البحر، فيكون بذلك نقطة مراقبة للمجال الساحلي الشمالي.
يمكن الدخول للمقام عبر باب شرقي المفتح يفضي لسقيفة أولى تليها سقيفة ثانية تفتح على فناء تحيط به مجموعة من الغرف أهمها « بيت الضريح » ذات الواجهة القبلية وتعلوها قبّة ، أمّا البقية فتمثّل سكنا عائليا. هذا بالإضافة لمجموعة من المُلحقات تقع في الركن الشمالي الغربي من المعلم، تتمثّل أساسا في حمّام وفي فضاء للذبائح والطبخ ومدرج يفضي إلى السطح












Aucune réponse